الجواب :
- الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله ومن والآه , وبعد /
فمادمت أيها الأخ السائل الكريم : تأخذ أجرة من المكتب العقاري نظير هذا العمل الذي تؤديه , وهو تقييم العقارات ؛ فإن ما دفعه إليك ذلك العميل حينما قيمت عقاره ليس في مقابل العمل الذي أديته ، وإذا لم يكن في مقابل عمل ففي مقابل ماذا ؟ ولو لم تكن في هذه الوظيفة هل سيدفعه إليك ؟! إن كان الجواب بلا , فإليك فتوى النبي - صلى الله عليه وسلم - في مثل هذا , وهو ما روي عن أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه – قال : استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له : ( ابن اللتبية ) على الصدقة , فلما قدم قال : هذا لكم , وهذا أهدي إلي ؛ فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر , فحمد الله , وأثنى عليه , ثم قال : ( أما بعد : فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله , فيأتي فيقول : هذا لكم , وهذا هدية أهديت إلي ؛ أفلا جلس في بيت أبيه , أو أمه حتى تأتيه إن كان صادقا , والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه , إلا لقي الله تعالى يحمله يوم القيامة , فلا أعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء , أو بقرة لها خوار , أو شاة تيعر , ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه , فقال : اللهم هل بلغت ؟ ثلاثا ) : متفق عليه .
قالَ الْخَطَّابِيُّ - رحمه الله - : ( فِي هَذَا بَيَانٌ أَنَّ هَدَايَا الْعُمَّالِ سُحْتٌ , وَأَنَّهُ لَيْسَ سَبِيلُهَا سَبِيلَ سَائِرِ الْهَدَايَا الْمُبَاحَاتِ , وَإِنَّمَا يُهْدَى إلَيْهِ لِلْمُحَابَاةِ وَلِيُخَفِّفَ عَنْ الْمُهْدِي , وَيُسَوِّغَ لَهُ بَعْضَ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ وَهُوَ خِيَانَةٌ مِنْهُ وَبَخْسٌ لِلْحَقِّ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ اسْتِيفَاؤُهُ لِأَهْلِهِ ) ، وعن أبي حميد الساعدي أيضًا - رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( هدايا العمال غلول ) , أخرجه الإمام أحمد وغيره , وصححه الألباني - رحمهما الله - . والغلول : هو السرقة من الغنيمة فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الهدايا بمثابة السرقة من الغنيمة ، ثم ينبغي أن يعلم أن هذه الرشاوى المغلفة بأغلفة الهدايا ما هي إلا مقدمات وخطوات للرشاوى الصريحة فلنحذرها أشد الحذر .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه , وصلى الله على نبينا محمد , وآله , وسلم .
الجواب :
- الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله ومن والآه , وبعد /
فمادمت أيها الأخ السائل الكريم : تأخذ أجرة من المكتب العقاري نظير هذا العمل الذي تؤديه , وهو تقييم العقارات ؛ فإن ما دفعه إليك ذلك العميل حينما قيمت عقاره ليس في مقابل العمل الذي أديته ، وإذا لم يكن في مقابل عمل ففي مقابل ماذا ؟ ولو لم تكن في هذه الوظيفة هل سيدفعه إليك ؟! إن كان الجواب بلا , فإليك فتوى النبي - صلى الله عليه وسلم - في مثل هذا , وهو ما روي عن أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه – قال : استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له : ( ابن اللتبية ) على الصدقة , فلما قدم قال : هذا لكم , وهذا أهدي إلي ؛ فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر , فحمد الله , وأثنى عليه , ثم قال : ( أما بعد : فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله , فيأتي فيقول : هذا لكم , وهذا هدية أهديت إلي ؛ أفلا جلس في بيت أبيه , أو أمه حتى تأتيه إن كان صادقا , والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه , إلا لقي الله تعالى يحمله يوم القيامة , فلا أعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء , أو بقرة لها خوار , أو شاة تيعر , ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه , فقال : اللهم هل بلغت ؟ ثلاثا ) : متفق عليه .
قالَ الْخَطَّابِيُّ - رحمه الله - : ( فِي هَذَا بَيَانٌ أَنَّ هَدَايَا الْعُمَّالِ سُحْتٌ , وَأَنَّهُ لَيْسَ سَبِيلُهَا سَبِيلَ سَائِرِ الْهَدَايَا الْمُبَاحَاتِ , وَإِنَّمَا يُهْدَى إلَيْهِ لِلْمُحَابَاةِ وَلِيُخَفِّفَ عَنْ الْمُهْدِي , وَيُسَوِّغَ لَهُ بَعْضَ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ وَهُوَ خِيَانَةٌ مِنْهُ وَبَخْسٌ لِلْحَقِّ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ اسْتِيفَاؤُهُ لِأَهْلِهِ ) ، وعن أبي حميد الساعدي أيضًا - رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( هدايا العمال غلول ) , أخرجه الإمام أحمد وغيره , وصححه الألباني - رحمهما الله - . والغلول : هو السرقة من الغنيمة فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الهدايا بمثابة السرقة من الغنيمة ، ثم ينبغي أن يعلم أن هذه الرشاوى المغلفة بأغلفة الهدايا ما هي إلا مقدمات وخطوات للرشاوى الصريحة فلنحذرها أشد الحذر .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه , وصلى الله على نبينا محمد , وآله , وسلم .