الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله , ومن والاه , وبعد /
فإن العمل بمثل البنك الذي أشرتي إليه لا محذور فيه إن شاء الله ؛ لما ذكرتي من أنه إسلامي ( أي أن القائمين عليه حريصون على أن تكون جميع أعماله مجازة شرعاً ) ، وفيما يتعلق بترددك بين الوظيفة وبين العمل في الدار القرآنية ، فيحسم هذا التردد محاولة الجمع بينهما إن أمكن ، وحسب علمي أنه ممكن حيث ينتهي العمل بالبنك قبل بدء عمل غالب الدور بمدة كافية ، فإن تعذر ذلك فيرجع إلى مسألة الدافع عندك إلى الوظيفة هل هي الحاجة الفعلية لها من أجل تغطية نفقاتك أو نفقات الأهل اللازمة ؛ لعدم قدرتهم على ذلك ، أو الدافع لها مشاكلة القرينات والتكاثر من المال ؟
فإن كان الأول فأقدمي على الوظيفة , ولا تترددي , وسيكتب لك أجر العمل في الدار – إن شاء الله - بناء على نيتك لأنك معذورة لانشغالك في حاجتك وحاجة أهلك من أجل الاستغناء عن الناس ؛ بدليل ما روي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال : ( إن بالمدينة أقواما , ما سرتم مسيرا , ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم ) . قالوا يا رسول الله , وهم بالمدينة ؟ قال : ( وهم بالمدينة حبسهم العذر ) متفق عليه . والمراد أنهم مع المجاهدين في الأجر لصدقهم في نواياهم رغم أنهم لم يخرجوا من المدينة بسبب أعذارهم.
وإن كان الدافع الآخر فأنصحك بعدم الإقدام على الوظيفة ، ولزوم العمل في الدار فإنه أنفع لك في الدنيا والآخرة - إن شاء الله – قال تعالى : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) .
واحرصي يا رعاك الله مع هذا على الاستخارة .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه , وصلى الله على نبينا محمد , وآله , وسلم .
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله , ومن والاه , وبعد /
فإن العمل بمثل البنك الذي أشرتي إليه لا محذور فيه إن شاء الله ؛ لما ذكرتي من أنه إسلامي ( أي أن القائمين عليه حريصون على أن تكون جميع أعماله مجازة شرعاً ) ، وفيما يتعلق بترددك بين الوظيفة وبين العمل في الدار القرآنية ، فيحسم هذا التردد محاولة الجمع بينهما إن أمكن ، وحسب علمي أنه ممكن حيث ينتهي العمل بالبنك قبل بدء عمل غالب الدور بمدة كافية ، فإن تعذر ذلك فيرجع إلى مسألة الدافع عندك إلى الوظيفة هل هي الحاجة الفعلية لها من أجل تغطية نفقاتك أو نفقات الأهل اللازمة ؛ لعدم قدرتهم على ذلك ، أو الدافع لها مشاكلة القرينات والتكاثر من المال ؟
فإن كان الأول فأقدمي على الوظيفة , ولا تترددي , وسيكتب لك أجر العمل في الدار – إن شاء الله - بناء على نيتك لأنك معذورة لانشغالك في حاجتك وحاجة أهلك من أجل الاستغناء عن الناس ؛ بدليل ما روي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال : ( إن بالمدينة أقواما , ما سرتم مسيرا , ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم ) . قالوا يا رسول الله , وهم بالمدينة ؟ قال : ( وهم بالمدينة حبسهم العذر ) متفق عليه . والمراد أنهم مع المجاهدين في الأجر لصدقهم في نواياهم رغم أنهم لم يخرجوا من المدينة بسبب أعذارهم.
وإن كان الدافع الآخر فأنصحك بعدم الإقدام على الوظيفة ، ولزوم العمل في الدار فإنه أنفع لك في الدنيا والآخرة - إن شاء الله – قال تعالى : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) .
واحرصي يا رعاك الله مع هذا على الاستخارة .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه , وصلى الله على نبينا محمد , وآله , وسلم .